طارق عامر.. رجل المبادرات الصعبة

لا يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته.. بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها، يظهر ذلك جليا في حياة طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري المهنية.

لم يتوقف الرجل الذي يتربع على قمة أكبر منصب اقتصادي في مصر عند تنفيذ الجزء الأصعب في برنامج الاصلاح الاقتصادي، وهو تحرير سعر الصرف المعروف بـ "تعويم الجنيه" وما صاحبه من تحديات التضخم وبناء احتياطيات نقدية أجنبية هي الأضخم في تاريخ البلاد، وتحقيق تناغم فريد مع الجهات المختلفة لاعادة هيكلة الدين الخارجي وزيادة موارد الاقتصاد الدولارية حتى أصبحت مصر واحدة من أهم الوجهات التي تقصدها رؤوس الأموال الأجنبية مؤخرا.

"عامر" بدأ في تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بتنفيذ مبادرة ناجحة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ساهمت بشكل كبير في تخفيض البطالة وتوفير ملايين من فرص العمل، والان يعمل في سباق مع الزمن لتنفيذ توجيهات الرئيس بانقاذ المصانع المتعثرة واعادتها الى الحياة، وهو ما يتجلى واضحا في تسوية ديون متعثرة تتجاوز الـ 18 مليار جنيه لنحو 131 شركة ومصنع تتضمن 20 من كبار المتعثرين في أسبوعين فقط.

قبل نهاية العام الماضي جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي ثقته في طارق عامر ليستمر في منصبه كمحافظ للبنك المركزي المصري لولاية ثانية بعد الإنجازات التي حققها خلال ولايته الأولى في أحد أهم ملفات الإصلاح الاقتصادي.

"عامر" ابن الاسرة العريقة ذات الجذور السياسية، فهو ابن أخ المشير عبد الحكيم عامر، حاصل على بكالوريوس الاقتصاد والإدارة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تولى رئاسة مجلس البنك الأهلي المصري منذ عام 2008، وحتى 2013، ونجح خلال الفترة في إعادة هيكلة البنك هيكلة شاملة وتحويله للأرباح، تولى رئاسة البنك الاهلى فرع لندن من 2013 وحتى 2015، وشغل منصب نائب محافظ البنك المركزي خلال الفترة من 2003 وحتى 2008، وعمل ببنكي أوف أمريكا وسيتي بنك.

حصل عامر على لقب أفضل محافظ بنك مركزي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2017 من مؤسسة جلوبال ماركتس حصل على جائزة أفضل محافظ بنك مركزي عربي لعام 2017 من قبل اتحاد المصارف العربية، واختارته مؤسسة "جلوبال فاينانس" العالمية ضمن أفضل 20 محافظ بنك مركزي في العالم خلال العام 201.بالاضافة الى جائزة المصرفي الإفريقي وجائزة أفضل محافظ بنك مركزي في إفريقيا لعام 2019 من مجلة أفريكان بانكر أوورد. وترأس عامر جميعة البنوك المركزية الافريقية عام 2019 كأول مصري يتولي هذا المنصب.