عقد صباح اليوم المؤتمر المصرفي العربي لعام 2022 تحت عنوان تداعيات الأزمة الدولية وتأثيرها على الأوضاع الاقت

الاستثمار,البنك المركزي المصري,مصر,المستقبل الاقتصادي,طارق عامر,بنوك,أسعار النفط,اتحاد المصارف العربية,محافظ البنك المركزي,القمح,المؤتمر المصرفي العربي لعام 2022,الشيخ محمد جراح الصباح رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية

الجمعة 26 أبريل 2024 - 09:33

 كلمة الشيخ محمد الصباح رئيس اتحاد المصارف في المؤتمر المصرفي العربي لعام 2022

الشيخ محمد جراح الصباح رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية
الشيخ محمد جراح الصباح رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية

عقد صباح اليوم، المؤتمر المصرفي العربي لعام 2022، تحت عنوان "تداعيات الأزمة الدولية وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية"، الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية، وذلك تحت رعاية محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، واتحاد المصارف العربية واتحاد بنوك مصر.



ويشكّل هذا المؤتمر في توقيته وزمانه وموضوعاته واحداً من أهم المؤتمرات التي يعقدها الاتحاد بعد انحسار جائحة كورونا، بالإضافة إلى بروز أزمة دولية بالغة الدقة، وبمشاركة أكثر من 500 شخصية قيادية مصرفية ومالية ومحافظي بنوك مركزية ووزراء مال واقتصاد عرب، ومنظمات وهيئات عربية ودولية.

وينشر "المستقبل الاقتصادي"، نص كلمة الشيخ محمد الجرّاح الصباح، رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، في حفل افتتاح المؤتمر كالآتي:

كلمة الشيخ محمد الصباح رئيس اتحاد المصارف في المؤتمر المصرفي العربي لعام 2022

معالي الأستاذ طارق عامر - محافظ البنك المركزي المصريسعادة الدكتور جوزف طربيه – رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العربسعادة الأستاذ محمد الأتربي – رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك مصرأصحاب المعالي والسيادة والسعادة،أيّها الحضور الكريم، أسعد الله صباحكم.

وأتقدّم بداية باسم مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية وأمانته العامة بجزيل الشكر والتقدير إلى معالي الأستاذ طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، بالشكر والتقدير على رعايته لهذا الحدث الهام، ولطالما كان معاليه من أوائل المبادرين إلى رعاية كل ما يخدم قضايانا العربية، والشكر والتقدير موصول إلى سعادة الأستاذ محمد الأتربي، رئيس اتحاد بنوك مصر، الذي حشد كل الإمكانات اللازمة لإنجاح أعمال هذا المؤتمر لتحقيق الأهداف المرجوة منه.

ويُسعدنا أن نتقدّم إلى أصحاب المعالي والسعادة والسيادة من الدول العربية الشقيقة لتشريفنا بمشاركتهم في هذا المؤتمر الذي يطرح قضايا مصيرية بالنسبة لمستقبل مجتمعاتنا واستقرارنا واقتصاداتنا العربية.

أيّها الحضور الكريم،،،

لماذا اخترنا قضية "تداعيات الأزمة الدولية وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية"؟ فلأننا في اتحاد المصارف العربية أدركنا تداعيات الأزمة الدولية الروسية– الأوكرانية التي كشفت فجوة كبيرة تعاني منها دولنا العربية، وخصوصاً في نظامها الغذائي، وبيّنت حجم اعتمادها على الخارج.

فكما تعلمون أيّها السادة، ما أنّ تنشب أزمة سياسية أو حرب أو كارثة طبيعية بفعل الجفاف أو الفيضانات في جهة من جهات الأرض الأربع خارج منطقتنا العربية، حتى ترتبك سياسات الحكومات وتضطرب الموازنات المالية، وتنفلت أسعار السلع الغذائية، وتبدأ معاناة المواطن العربي تلاحقه ضغوط الغلاء، ومتطلبات المعيشة.

أيّها الحضور الكريم،،،

ما يمكن أن نستنتجه من هذه الأزمة الدولية، وما يمكن أن نتلسمه في واقع المجتمعات والدول العربية بخصوص الأمن الغذائي، أنّ هناك أزمة صامتة قد تنفجر في أي وقت، مما يعني أن الحاجة ملحّة على المديين المتوسط والبعيد إلى وضع إستراتيجيات زراعية بديلة يتحقق منها الإكتفاء الذاتي، وإنتاج الغذاء وفق سياسات وطنية، بما ينأى بها عن الارتدادات والانعكاسات التي تتولّد من رحم الحروب والأزمات.

وقد تكون للصدمات المضاعفة لهذه الأزمة الدولية تداعيات خطيرة على بعض بلدان المنطقة إذا لم يتم تعزيز المساعدات الإنسانية والإنمائية إليها خلال العام 2022. وهذا ما يدعو إلى التعالي عن الخلافات والنظر بواقعية إلى الأوضاع المستجدة، والتوجّه إلى إيلاء القطاعات الاقتصادية أقصى الاهتمام من خلال وضع الإستراتيجيات التي تخفف من حدّة الأزمات، وتساهم في مواجهة التحديات.

وفي هذا المجال، اسمحوا لي أن أشير إلى تجربة مصر التي سارعت حكومتها العتيدة إلى تعزيز مساعيها لتدبير احتياجاتها من القمح وسط استمرار الأزمة الدولية بطرح مناقصة غير محدودة؛ لشراء كمية غير محدودة من القمح من مناشئ الاستيراد الأوروبية المعتمدة لديها، مع الإشارة إلى أنّ مصر تعتمد بشدّة على قمح منطقة البحر الأسود، وإلى أنّ بند توفير القمح في موازنة الدولة سيرتفع بمقدار 15 مليار جنيه مصري.

أيّها الحضور الكريم،،،

يمكننا تلخيص القنوات الرئيسية لتأثير الأزمة الروسية الأوكرانية بالتالي: فإضافة إلى صدمات أسعار الغذاء لا سيما القمح، هناك زيادات أسعار النفط والغاز، وعزوف المستثمرين عن المخاطر، وجنوحهم إلى الاستثمارات الآمنة، الأمر الذي قد يؤثّر على تدفقات رؤوس الأموال الخاصة على الأسواق الصاعدة ككل، وتحويلات المغتربين، والتأثيرات على قطاع السياحة، فبعد معاناة منطقتنا العربية لأكثر من سنتين من تفشي وانتشار جائحة كورونا، برز تخوّف أكثر خطراً ناتج عن تعرّض المنطقة لأزمة ترتبط باحتمال تعطل سلاسل الإمداد، حيث ستكون لكل من هذه المشكلات تبعات اقتصادية تختلف من دولة لأخرى.

أيّها الحضور الكريم،،،

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هل توجد لدينا خطّة بديلة لمواجهة هذه التحديات؟

إنّ اتحاد المصارف العربية من خلال متابعته لارتدادات هذه الأزمة الدولية على اقتصاداتنا العربية، ومرحلة عدم اليقين التي بدأت تنعكس على منطقتنا العربية، ندعو من خلال هذا المؤتمر صنّاع القرار في دولنا العربية إلى استشراف المرحلة القادمة والتوصية إلى كافة دولنا العربية، أن تقوم بتعزيز أمنها الغذائي، سواء في حالتي السلم والحرب، وعدم الاعتماد على الاستيراد، والتوجّه إلى الاستثمار في التنوّع الاقتصادي من خلال تعزيز التعاون العربي في مجال الاستثمارات الزراعية، وتوظيف الأراضي الزراعية العربية الشاسعة، ووضع الخطط الاستراتيجية للاستفادة من الثروة النفطية في خدمة الاقتصادات العربية.

أيّها الحضور الكريم،،،

أجدّد شكري وتقديري لمعالي الأستاذ طارق عامر وللبنك المركزي المصري ولاتحاد بنوك مصر، ولمصر رئيساً وقيادة وشعباً على تجاوبهم الدائم لاستضافة كل القضايا التي تعزز مسيرة العمل العربي المشترك، والشكر والتقدير موصولين إلى كافة القيادات العربية والمؤسسات الدولية، والخبراء العرب والأجانب الذين سيضعون عصارة أفكارهم وتجاربهم لإنجاح هذا المؤتمر، وتحقيق الأهداف المرجوة منه. شكراً لإصغائكم،،،